لم يتوان أحد كتاب المقال في مصر، وبالتحديد ما تم تناقله في
الموقع الإعلامي المصري "أخبارك"، وهو في غمرة إفراطه في التفاؤل في قدرة منتخب "الفراعنة" على رفع التحدي وقلب الموازين وضمان التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا 2010، في مقاله المعنون بـ"عودة المومياء"، في وصف المنتخب الوطني بأحد صغار إفريقيا إلى جانب المنتخبين الزامبي والرواندي، وأن منتخب بلاده "المهترىء" هو المنتخب العملاق العائد إلى الواجهة بعد "فوز عظيم"!! ولكم أن تتصوروا عظمة الفوز على منتخب رواندي هو الأضعف في المجموعة بهدف يتيم، وكأن صاحب هذا المقال يعيش في عالم آخر غير الكوكب الذي نتواجد فيه.
ويأتي هذا الكلام غير المنطقي والمستفز بدرجة خاصة لنا كجزائريين بوصفنا بأحد صغار العالم، متناسيا أن المنتخب الجزائري رفع رأس الكرة العربية والإفريقية عاليا خلال سنوات الثمانينات، أبرزها في نهائيات كأس العالم بألمانيا 1982، ومتناسيا الدرس الشديد اللهجة الذي وجهناه لهم الذين أفرطوا في التفاؤل بعد إجراء عملية القرعة بأن منتخب بلادهم سيكتسح المجموعة ويصل إلى المونديال دون أي عناء من هاته المنتخبات وبدرجة خاصة من قبل المنتخب الوطني الجزائري، قبل أن يقول الميدان كلمته الفاصلة أين توالت الدروس على أشقائنا المصريين دون أن يحفظ البعض منهم ذلك على غرار هذا الكاتب الذي ذهب بأحلامه بعيدا من خلال وصف منتخب بلاده الذي عجز عن الفوز على منتخب زامبيا الذي وصفه بأحد صغار إفريقيا بالقاهرة، دون الحديث عن ثلاثية "العار" بملعب تشاكر بالبليدة من قبل "محاربي الصحراء".
بمقابل ذلك، توالت النتائج الايجابية من قبل منتخبنا الوطني والتي مكنته من التواجد على مستوى ريادة الترتيب إلى حد الآن، أين أضحينا قاب قوسين أو أدنى من التواجد في المونديال بجنوب إفريقيا 2010، في حين نترك أشباه هؤلاء الكتاب المصريين يعيشون أحلام اليقظة قبل أن يستفيقوا على الواقع المر بتواجد منطقي ومستحق "لمحاربي الصحراء" في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 انطلاقا من المعطيات الواقعية والمنطقية. ومن جملة ما استوقفني من الكلام غير المنطقي لهذا الكاتب المصري، إفراطه في تضخيم صورة المنتخب المصري على أنه قاهر أبطال العالم، وكذا البطل الفرعوني الذي لا يقهر، وما شابه من العبارات التي لا تمت بأي صلة للمعطيات الراهنة والتي تجعل منتخب "الفراعنة" بحاجة إلى معجزة حقيقية لخطف تأشيرة التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا، بعد الخطوة العملاقة التي خطوناها نحو بلوغ هذا الحلم الذي يقترب من أن يكون حقيقة على أرض الواقع.